رحلة استثنائية ..

 

تبحث عن مغامرة مختلفة ؟

توجه للحج .

ترغب في رحلة تطوعية  ؟

حج .

تتمنى الذهاب لرحلة روحانية ؟

حج .

تطمح لرحلة إنسانية تربوية ؟

حج .

تخطط لرحلة لقياس صبرك وقوة تحملك  ؟

حج .. حج .. حج .

---

 

في الحج في تلك الرحلة التي كرهت أن تنتهي

تربية على الصعيد الشخصي قبل كل شيء

هناك فقط لا تسأل عن رفيقك في الغرفة أو من صاحب الفراش الأقرب لك .

هناك تستحم بسرعة البرق على ضربات أشخاص يستعجلونك الخروج ..

هناك تقطع مسافات لم تتخيل يوما أن تقطعها مرتجلا

هناك تأكل ما قدم لك و تنام اينما توفر لك

هناك تكسر شوكة نفسك و تذوب في جموع الناس

هناك لا لقب لا شكل لا جنسيه

هناك ” يا حاج ” لك ولغيرك ..

الأغلب مُرتجل ومَن الله علي وصحبي بالارتجال مع المرتجلين

و كان ماكان ..

مرت صور للحشر ، للصراط ، لتطاير الصحف

و في بعض المواضع

تباين تعامل الناس بين ” نفسي نفسي ” .. وبين ” الناس الناس ”

بين ايثار وبين انانية ، بين حلم وبين غضب مكبوت بـ “لا رفث و لا فسوق  لا جدال “

هناك .. أكبر تجمع حضاري :

تنوع ملامح ، تنوع ازياء ، تنوع عادات و تقاليد ..

تنوع مطالب ، تنوع مذاهب ، تنوع لغات ..

 

هُناك .. يتضح النظام السياسي للدول :  

مثلاً  الأغلب من كبار السن و حزنت حقاً لهذا واستعذت بالله من الدين المُسيس الذي يفرض عليك أن لا تؤدي ركن يكتمل به دينك الا بعمر معين ،

و استعذت بالله من الطبقية التي اتضحت في قلة ذات اليد التي تجعل امنية الحياة زيارة بيت الله حجاً و عمره ،

و استعذته ” الاستطاعة المشروطة ” التي يتنطع بها المقتدرين بحجة لم انضج بعد ، لم أشعر بعد ، الذين يستكثرون مبلغ الحج ولا يستكثرونه على حقيبة أو سفرة ..

اعوذ بالله ..

 

هناك تغذية بصرية :

كبير سن على كرسي متحرك يحمل على حجره عجوزة التي تكاد لا تزن وزن طفلة في العاشرة من عمرها ..

كتف اسيوي يلتصق بكتف افريقي ويديهما ترتفعان بنفس الاتجاه و الإنفعال يكاد أن يتطابق خشوعاً خضوعاً ..  

مجموعة سيدات منحنيات للأمام يتبعن مجموعة مُسنين يحملون جهاز يجهر بدعاء يرددون خلفه بتلحين لطيف .

رجال امن يرشون الماء على المحتشدون ينتظرون ان يخف الزحام و آخرون يبردون على الحجاج بقطع كرتون .

متطوعون ينظفون الشوارع و يوزعون الماء البارد وكأن تعطشهم  للأجر يفوق عطش الحجاج المُتبخرون تحت الشمس .

 

هناك .. وقفة جادة مع النفس :

ماذا ادعي ؟

لماذا ادعي ؟

كيف ادعي ؟

تقسمت القوائم لقوائم ، وتفرع الدعاء لأدعية

وسخر الله اللسان والجوارح لأشخاص ليسوا الأقرب ولا الأعز لكن الله سخر وما أعجب التسخير ..

ماذا سأغير ؟

لماذا اتغير ؟

كيف اتغير ؟

تشعبت الخطة ، تنوعت ، وتفرعت لخطط

وكانت الشفافية مع الذات هي الأصعب في الرحلة لا الزحام ولا الحرارة ولا صعوبة الرحلة ..

فالرحلة في الداخل هي المشقة .. هي الحج ..

واعتقد لأجلها نعود كما ولدنا .. ” برحمة من الله ” .

 

ومن المعينات على الرحلة داخلياً وخارجياً ..

اصحاب الرحلة الله يجعلهم أصحاب في رحلة الحياة وما بعدها ..

صفات رفبق رحلة الحج :

• يساعدك على نفسك .
• يشجعك على الطاعات .
• يجعل بينك وبينه تحدي وتنافس .
• يذكرك بالله .
• يصبرك ويصبر عليك .
• يتفقدك ويفقدك .

صاحب إذا ذكرت الجنة سألت الله انه رفيق فيها ، واذا سألت الله من خير الدنيا تسأل الله انه ما يحرمك الخير الي تمثل لك بصاحب مثله .

 

اخيراً :

الحج يعطيك هذا الشعور الملخبط العجيب البديع ..

ومن اول يوم رجعت من الحج ” الله يقبله ” و نويت أن أكتب تدوينة عن شعوري فيه وله

وتمنعت اللغة أن  تكتب شي ما لا يعطي للشعور حقه ..

ومازال الشعور اعظم والمواقف أكثر لكن العوض ولا القطيعة .

ونصيحة :

اصحابي المقتدرين إلى ما حجيتوا فرضكم اتموا البناء وشيدوه صح بالركن الخامس

وبخصوص الشعور راح يجي ان شاءالله بس توكلوا على الله .

 

و يارب ..

لا تجعله آخر العهد .